
ماجد خريج كليه طب , جيه التكليف بتاعه في مستشفي بعيده عن مكان سكنه , لما عرف رفض يروح ,, بس أهله اقنعوه يروح و لو الوضع معجبوش يستقيل , ماجد راح أول يوم و أتعرف فيه علي زميلته الدكتوره يارا ,, ماجد لما شاف يارا حس ناحيتها باعجاب غريب , خلاه يقرر انه ميقدمش استقالته دلؤتي .. ماجد قرب أكتر من يارا و حبها ,, و الغريبه انه أكتشف ان يارا معجبه بيه هي كمان , و لما اتقدم لها وافقت و أتجوزوا ..
ياسمين مهندسه ديكور , بقي لها فوق الـ 4 سنين مش عارفه تستقر في مكان شغل , و في يوم من الأيام قابلت نرمين صاحبتها في الشارع اللي عتبتها انها مش بتسأل عليها خالص , بس بعد حوار و عتاب , نرمين عزمتها علي عيد ميلادها الاسبوع اللي جاي ,, ياسمين فعلا كانت حاسه بملل رهيب في حياتها فقررت تروح عيد الميلاد .. و اللي بالصدفه نرمين كانت عازمه فيها عمها صاحب اكبر شركه أعمال هندسيه في القاهره , اللي اتعرف علي ياسمين و اقتنع بفكرها و اسلوبها , و هي حاليا من أكبر مهنديسات الديكور في مصر ..
حاجات كتير بتحصل لنا في حياتنا .. و مش بنقي عارفين ازاي حصلت ... صدفه ؟ طب و يعني ايه صدفه ؟؟ و هل في هدف من ورا الصدفه ديه ؟؟ و لا مجرد غلطه كونيه بتأدي ان يحصل وراها كذا صدفه غيرها .. ؟؟ طب اشمعنا دلؤتي ؟؟ و اشمعنا ده ؟؟ و اشمعنا أنا ؟؟ ..
في كتابه " أسطورة سيزيف " بيوضح ألبير كامو , أن العبث هو التفسير الوحيد لحياه الأنسان .. فالأنسان بيعيش طول عمره يدور علي معني او هدف لحياته ؟؟ مع ان الحياه في جوهرها قايمه علي العشؤوايه , قايمه علي لا معني و لا هدف .. فحسب فلسفه كامو , اللي خلي ماجد و يارا يتعرفوا علي بعض هو العبث , اللي خلي ياسمين توصل بعم صاحبتها نرمين هو العبث , اللي بيتحكم في خطوات حياتنا , تصرفتنا , ردود افعالنا هو العبث ,,, العبث هو اللي بيختار حنقابل مين , و فين و ازاي , العبث هو السيد ...!
بس سورين كيركجارد أبو الفلسفه الوجوديه المسيحيه , له رأي مختلف بخصوص العبث .. كيركجارد شايف ان العبث هو الجنون الشيطاني ! .. و ان أصل الضياع الأنساني بيبتدي لما الأنسان يثق ان العبث هو المتحكم الوحيد في حياته .. فيضيع في بحر الشك .. و يموت في قاع المحدوديه البشريه... كيركجارد بيقول ان مفيش حاجه اسمها كون يمشي بعبث , مفيش حاجه اسمها مواقف بلا معني او حياه بلا هدف .. ماجد تكليفه جيه بعيد عشان يقابل يارا و يتجوزوا و يكون بيتهم السعيد هو دهالهدف ... ياسمين قابلت صاحبتها و اتعرفت علي عمها و قرر انه يشغلها و يكون مستقبلها الواعد هو ده الهدف ...
و يبقي عندنا مدرستين ليهم احترامهم و مكانتهم في عالم الفلسفه .. عندنا كيركجارد اللي شايف ان كل خطوه بنعملها ليها حسابها و مدروسه , و عندنا كامو اللي شايف ان المعاني و التفسيرات ما هي الا وهم الانسان بيضحك بيه علي نفسه .. عندنا كيركجارد اللي مصدق ان في الله الموجود اللي بيدر الكون ده حسب خطه حكيمه و هدف أسمي .. و عندنا كامو اللي شايف ان لعنه الضياع و الانعدام المغزي حتفضل هي المحرك الأساسي لحياه الأنسان ..
لو انتا من انصار كيركجارد , يبقي انتا وفرت علي نفسك عبء كبير و ألم أكبر .. و انقذت نفسك و عقلك من الجنون الشيطاني ! .. حتبقي حياتك عباره عن قصه انتا عارف كاتبها و واثق فيه .. قصه انت بطلها و محورها .. قصه بالرغم من قله معرفتك لتفاصيلها و أبعادها إلا انك متأكد من معناها و هدفها ... أما لو انتا من ضحايا كامو , فيؤسفني أقولك .. ان مصيرك مش حيختلف كتير عن مصير بطل أسطوره سيزيف .. و هو الشقاء الأبدي في اللاهدف !
No comments:
Post a Comment