المنقذ

0


هو عاوز دايما يعيش دور المُنقذ .. فمتخيل أن أحنا من غيره مش حنقدر نعيش ! ... مستعد يضحي بحياته عشان خاطرنا و يبذل أغلي ما يملك و لا حد يتعب و لا يحتاج .. فأحنا عايشين في قلبه و جوا عينه ! بس للأسف , دايما الأشرار مش سايبنه في حاله , بيهاجموه و بيقرفوه , عاوزين يتخلصوا منه عشان نبقي بالنسبة لهم هدف سهل ! بس علي مين ؟! هو البطل بتاعنا الوحيد , اللي حيهزمهم و حيوصل بينا لبر الأمان .. ! 

في مصطلح أسمه الـ Savior Complex ( عقدة المُنقِذ ) , و اللي بتصيب بعض الناس فيعيشوا في وهم أنهم أبطال بيضحوا بحياتهم و مستقبلهم عشان خاطر اللي حواليهم , ممكن تيجي في واحدة بنت عايشة مع أهلها , كل ما يجي لها عريس زي الفل ترفضه لمجرد أنها عاوزة تعيش دور المضحية العظيمة اللي بتساعد أهلها و مش عاوزة تسيبهم لوحدهم ! , و ممكن تيجي في الراجل اللي مراته و أهل بيته بيترجوه يشتري الدوا الفلاني او يعمل العملية الفلانية و هو مصمم ميعملش كدة عشان يعيش في دور الشخص اللي وفر من مصلحته عشان خاطر أهله و عياله ! ... فمشكلة اللي عندهم عقدة المنقذ مش أنهم وحشيين أو بيخدعونا عشان نشفق عليهم , لا ده بجد هما عاوزين يعيشوا دور الضحية ده بكل صدق و أمانه , بالرغم أنهم لو ركزوا لثواني حيدركوا أن كل اللي بيعملوه ده مش عشان مصلحتنا لا ده عشان الحالة الوهمية اللي هما بيخلقوها لنفسهم , يعني دور المنقذ ده عشانهم مش عشاننا !

البنت ديه علي فكرة , ممكن تشوف مستقبلها و برضة تهتم بأهلها و ترعاهم .. الراجل ده علي فكرة لو بيحب أهله بجد يروح يتعالج و يحافظ علي صحته و وجوده معاهم أطول فتره ممكنه !! , فالقصة ببساطة , مش مين بيعذب نفسه أكتر عشان خاطر مين ! .. و زي ما في عقدة منقذ علي مستوي علاقاتنا الشخصية البسيطة , برضة في مسؤولين و ناس علي مستوي الدولة و النظام ممكن يكونوا بيعانوا من عقدة المنقذ ! و مفيش ألعن من مسؤول تحت الأضواء عنده عقدة المنقذ !! , فهنا وهم التضحية مش فردي أو أسري , لا ديه تضحية وطنية و اللي يشك فيها يبقي خاين و عدو للوطن .. ديه تضحية غصب عن اي حد لازم تتقدر و متتنأقش ! و طول ما الخطر موجود , المنقذ حتماً يبقي موجود ... ,

في النهاية , لو أحنا بنتعامل مع أشخاص عندها مشاكل في فكرة البطولة او التضحية , لازم نواجههم بحقيقة الوضع بشكل سريع و واضح ! ,,, بلاش نقول لأحسن يتجرحوا او يزعلوا مننا , لا لازم يدركوا أن مفيش بطولة في القرارات الغبية , مفيش تضحية مبنية علي سرقة أضواء او جنون عظمة ! فقوة المنقذ مكانتش عمرها بقد ايه هو أتألم , لكن قد ايه هو قدر يحمي اللي حواليه من الألم !! اه مشاعرهم صادقة بس قايمة علي وهم خيالي هما صوره لنفسهم عشان يحسوا بقيمة مزيفة لأعمالهم ! بلاش أحنا كمان نبقي جزء من مسرحية الوهم ده !! , و علي رأي جملة كان قالها لي صديق ليا : " العيب عمره ما كان علي الرقاصة .. لكن العيب دايما في اللي بينقط ! " ... فحل عقدة المنقذ , أننا نبطل ننقط !

No comments:

Post a Comment

Powered by Blogger.

About

Popular Posts

جميع الحقوق محفوظه © كيرلس بهجت

تصميم الورشه