
يتقدم الكلب " تايجر " نحو ماجد بخطوات ثابته ! .. ليعلنها صريحه و بنبره حاده ... !!
تايجر : ماجد !! انا عاوز اخرج برا البيت ده و اعيش لوحدي !!
ماجد (مندهش ) : ليه كده يا تايجر يا حبيبي ؟؟؟؟ هو احنا زعلناك في حاجه ؟؟ حد ضايقك ؟؟
تايجر : لا يا ماجد , محدش زعلني او ضايقني , بس انا عاوز امشي من هنا , عاوز اتفرج علي العالم اللي برا , اصاحب ناس جديده , اشوف حاجات مشفتهاش قبل كده , عاوز اخرج برا نطاق الحطيان ديه يا ماجد .. عاوز احس اني حر مش حد هو اللي مسؤول عني !
ماجد : طب ما انت حر يا تايجر .. هو في حد بيصحيك من النوم بالعافيه ؟؟ في حد بيأكلك بالعافيه ؟؟ في حد بيجبرك علي حاجه او بيخليك تعمل اي حاجه غصب عنك ؟؟! ده بالعكس كمان كل حاجه متوفره لك ! , الأكل انا بجيبه لحد عندك , بتنام في مكان نضيف و دافي , بنلعب معاك و نخرجك عشان تبقي مبسوط اكتر ! .. و كل ده من غير مقابل !! .. ده حتي لامؤخذه حاجاتك الجنسيه بنوفرها لك !! و لا نسيت كلبه الواد اشرف صاحبي !!؟
تايجر : لا منستش ,, بأماره ما انت و اشرف و اصحابكوا فضلوا واقفين تتفرجوا علينا و كاننا فيلم بورن !! يا ماجد .. انا بتكلم عن الحريه الكامله !! حريه اتخاذ القرارات , حريه الحياه , حريه البني ادمين ؟!!
ماجد (ضاحكا ) : هههههه , حريه البني ادمين , ضحكتني والله ... بص يا تايجر يا حبيبي انت حر طبعا , عاوز تخرج , مش حقدر امنعك .. بس عاوز اقولك لو خرجت برا البيت ده .. مش حترجعه تاني .. انا مش حقدر أدخل بيتي كلب شوارع !!
تايجر : قصدك ايه ؟؟
ماجد : قصدي , انك حر , عاوز تجرب الحريه اللي بتقول عليها , مترجعش تندم و تقول يارتيني كنت سمعت كلام ماجد ...
تايجر : ما أصل ..
ماجد : مفيش اصل !! عاوز حريه , خلاص استحمل نتايجها و دوق مُرها ! شوف قد ايه الحريه ديه ممكن تضعيك و تضيع حياتك كلها !!
تايجر : طب مش جايز اروح مكان نضيف برضه !
ماجد : و مش جايز تعيش وسط الزباله !
تايجر : مش جايز , اقابل ناس كويسه او كلاب تانيه تساعدني !
ماجد : و مش جايز تقع في ايد بتوع الصحه و يحبسوك او جايز يتلموا عليك كلاب الشوارع و يقتلوك !
تايجر : طب مش جايز الوضع يبقي احسن !
ماجد : و مش جايز الوضع يبقي اسوء !!
تايجر : ما انا لازم اجرب عشان اعرف !!!
ماجد : و ليه تجرب ؟!!!!! مادام حبيبك ماحد اللي بيحبك و اللي خايف عليك بيقولك !!! ليه مش عاوز تثق فيا !!!؟ .... بص يا تايجر يا حبيبي , انا عارف انك عاوز تخرج و تنطلق و تعمل كل اللي انت عاوزه , بس من واقع خبرتي اللي اكبر منك ! و واقع رؤتي اللي اكيد اشمل منك ! بقولك ده مش احسن لك ! , و لا كويس عشانك !... برا خطر يا تايجر !! برا مش بتاعك يا تايجر ..!
تايجر : بس يا ماجد ..
ماجد (بعصبيه .. مقاطعا تايجر ) : يووووه !!!!! حتفضل تقولي بس يا ماجد ,, و تكلم كلام لا له فايده و لا قيمه !!! انا عارف الاصلح ليك .. و عارف الصح من الغلط !! و من الاخر بقي !! لو حتخرج اتفضل اخرج , بس مفيش رجعه , حتي و لو بتموت قدامي !! مش حرجعك ! عشان انت اللي اخترت !! اما لو حتفضل قاعد معايا , حتقعد و مسمعش صوتك !! لا تشتكي و لا تتنيل تتكلم في موضوع الخروج ده تاني !! .. و ياريت متنساش قبل كل ده ان انت في البدايه و النهايه ! كلبي .. كلبي انا بس !!
يفتح ماجد باب الشقه حتي يتيح لتايجر اختياره بين الشقه و بين الشارع .. فاذا بهواء الخارج البادر يصتدم بوجه تايجر , رائحه الخارج الملبده بالعوادم و ثاني اكسيد الكربون الخانق تغزو انف تايجر الصغيره ... فكره الخوف من المجهول تتملك عقله و تقهر فكره .. تشل حركته و تعميه عن رؤيته لما هو قادم ... و لكنه يقرر اخيرا ! .. يقرر ان يتفادي بردوه الجو بان نكس رأسه في الارض ليحميها .. و يغرب وجهه عن باب حريته ليتنجب الرائحه الكريهه .. فيعود مره اخري كلب ماجد الوفي الجميل , الكلب المطيع , الكلب المستريح ! .. جالسا تحت اريكه صالون شقه ماجد منتظرا ايما كان العشاء الذي سيقدموه له ماجد ... فذلك اكثر راحه و اقل خطوره ...
No comments:
Post a Comment