Religious Coping

سنه 1945 , علي حيطان احدي السجون النازيه اتكتبت جمله :

Wenn es einen Gott gibt muß er mich um Verzeihung bitten" "

و اللي معناها بالعربي : " لو كان الله موجود، سيرجوني لاعفو عنه !! " .. كتبها احد المسجونين اليهود اللي كانوا بيتعذبوا في سجون هتلر تحديدا في سجن Mauthausen 

سنه 2007 , طلع علينا عالم النفس Kenneth Pargament بكتابه (The Psychology of Religion and Coping ) , عشان يتكلم عن دراسه هو قام بيها لقياس علاقه تدين الشخص بحالاته النفسيه بعد اي صدمه في حياته .. و عشان يشوف دور الدين في حياه الفرد , هل بيساعد علي التجاوب مع الأزمات و لا بيكون عبء أكتر علي الشخص المتدين ...؟! 

من خلال الدراسه ديه , Kenneth قسم الاشخاص المتدينه لـ 3 أنواع : 

1- الـ Collaborative (المتعاون ) : و ده الشخص اللي لما بيمر بأزمه بيكون عارف ان الله عليه جزء من حل الازمه ديه و هو نفسه عليه الجزء الباقي , بمعني ان الله بالنسبه له هو شريك في حل أزمه 

2- الـ Deferring (المؤجل ) : و ده الشخص اللي لما بيمر بأزمه بيأجل دوره للنهايه , و بيكون معتمد علي دور الله من بدايه الازمه لأخرها , بمعني ان الله بيكون هو الحل السحري الوحيد لعلاج المشكله ديه , اما الشخص نفسه مجرد مشاهد لعمل الله 

3- الـ Self directing (المعتمد علي ذاته ) : و ده الشخص اللي لما بيمر بأزمه بيتغاضي تماما عن دور الله , هو بالنسبه له الله موجود بس ملوش دعوه بيه ,, عنده يقين انه مش حيتدخل ابدا عشان يساعده في مشكلته , هو مش ملحد او منكر لوجود الله , انما الفكره ببساطه أنه معتقد ان هو الوحيد اللي حيقدر يخرج نفسه من المشكله مش حد تاني و لا حتي الله ! .. 

المهم Kenneth و فريق الدراسه بتاعه , وصلوا ان كل ما ثقه الانسان زادت في تدخل الله لحل مشاكل حياته , كل ما أستمتع الأنسان ده براحه نفسيه و سلام داخلي أكتر .. بحيث ان الـ Collaborative و بعده الـ Deferring مش بيمروا بحالات يأس و أكتئاب زي ما بيمر بيها الـ Self directing ... و ان فكره الثقه و التسليم في أمكانيه الله لحل مشكله الانسان حاجه بتريح و بتساعد الانسان نفسيا .. 

حاليا في القرن الواحد و عشرين و من غير سجون تعذيب نازيه .. ساعات كتير بنتعامل مع الله ان هو السبب الرئيسي لمشاكلنا و صعوبتنا.. و نوصل لحالات في اغلب الاوقات بتبقي اصعب و اشد من حاله السجين اليهودي .. حاله الغضب المخلوط بيأس .. حاله الشفقه علي النفس المتعقله بخالقها .. حاله الحزن من الله !! بالرغم من زعمنا لإيمانا بوجوده ..

الأنسان مخلوق ضعيف نفسيا , أتولد صغير و شايف كل الناس كبيره حواليه , مر بمراحل النمو القاسيه .. تفاعل مع الظلم و الخداع علي مدار حياته .. كل الحاجات ديه كانت كفيله انها تكسر و تهد فيه كل ما يكبر او يمر باي صدمه نفسيه .. و عشان كده وجود الله حتمي لوصول الأنسان لحاله نفسيه أفضل .. وجود أب في مكان ما مهتم بيك و بيسهر علي راحتك .. وجود صديق بيسمع شكوتك و بيتفاعل مع ألمك .. وجود الله قادر يجيب لك حقك و يدافع عنك ... كل ده بيدفع الأنسان أنه يستمر و يكمل حياته في أمل و سعاده ,, فببساطه , مش كفايه انك تكون مؤمن بوجود الله عشان توصل للسلام النفسي اللي بتترجاه .. لا المطلوب تصدق أكتر ان له دور حقيقي في حل مشاكلك و أزماتك , تصدق انك مش حتقدر تتخطي الصدمه ديه لوحدك .. تصدق أنه مش بعيد !! .. و إلا نفسيا , مش حتقدر تعيش .. عشان اللي أقسي من أنك تلحد بوجود الله , هو انك تصدق في وجوده .. بس قله أهتمامه بيك ..