
و طلع كتيب " لماذا انا ملحد ؟؟ " لعالم الرياضيات (اسماعيل احمد ادهم ) سنه 1937 , كان عباره عن كتيب صغير حوالي 14 صفحه , كتب فيها نظرته عن الدين و سبب الحاده , و كان الكتيب ده رد علي رساله للشاعر (احمد ذكي ابو شادي ) بعنوان " عقيده الالوهيه " و اللي كانت بتتكلم عن ليه الانسان لازم يكون مؤمن بوجود الله ... رد الفعل المجتمعي ساعتها ان الناس اشترت كتيب و اللي قراه و عجبه و اللي قراه و معجبوش , مسمعناش عن حد طالب بقتل اسماعيل ادهم , او حتي مصادره الكتاب ! بالعكس ده المفكر الاسلامي "محمد فريد وجدي " كتب كتاب اسمه " لماذا هو ملحد ؟؟ " للرد عليه و كان من اعمق الكتب في الرد علي الالحاد ساعتها ...
كان قبلها بفتره , و بالظبط في سنه 1927 تقدم مجموعه من شيوخ الازهر ببلاغ ضد طه حسين بخصوص كتابه "الشعر الجاهلي " و اللي وصموه انه كتاب الحادي .. و جزء من اللي كان مكتوب في البلاغ ده " .. ان كاتب هذا الكتاب قد كذب فيه القرآن صراحة ، وطعن فيه على النبي صلى الله عليه وسلم وعلى نسبه الشريف وأهاج بذلك ثائرة المتدينين وأتى فيه بما يخل بالنظم العامة و دعوه الناس للفوضى ، و لذلك نطالب باتخاذ الوسائل القانونية الفعالة الناجحة ضد هذا الطعن على دين الدولة الرسمي وتقديم كاتبه للمحاكمة .. " ... اللي حصل ساعتها ان رئيس النيابة ( محمد نور الدين ) قفل ملف الدعوى ديه تماما - رغم اختلافه مع ما ورد في الكتاب - و استعان في قراره بمجموعة من النقاط القانونية ، أهمها “ لمعاقبة المؤلف يجب أن يقوم الدليل على توفر القصد الجنائي لديه ، فإذا لم يثبت هذا الركن فلا عقاب ” !!
دول موقفين مختلفتين لقضيه واحده و هي " الملحد ! " .. بس تخيل كده لو الموقفين دول كانوا في زمنا ده كان ايه اللي ممكن يحصل ... ؟؟
.. تاريخنا مليان بناس اتهجمت , اتشتمت , اتهجرت بالعنف من بيوتها , اتطلقت من مراتتها عنوه و كمان اتقتلت ! و كل ده عشان ناس تانيه اشتبهت في نواياهم الدينيه ... عشان ناس تانيه شايفنهم ملحدين , كفره , اعداء الله .. عشان ناس تانيه قرروا يحتكروا الصح لنفسهم , ناس تانيه نصبت نفسها حكام علي دين الناس و علاقتهم بريهم .. ناس تانيه سمحت لنفسها تقول مين يعيش و مين يموت !
الملحد موجود في كل زمان و كل مكان و حيفضل موجود مهما اتعمل , الملحد هو نتيجه فكره .. فكره ممكن تتزرع في اي حد فينا .. اي حد من اصحابك .. اهلك .. مش بعيد انت شخصيا ! و هو ايه الالحاد غير شك ؟! و اللي ميشوكش عمره ما حيؤمن ؟! حتؤمن ازاي من غير ما تسأل , فتبحث , فتعرف , فتقنتع ؟! .. الغزالي شك , مصطفي محمود شك , و كتير غيرهم شكوا عشان يؤمنوا .. عشان يفهموا .. تخيل لو كان الغزالي في بدايه بحثه عن الله طلع شيخ و كفره و طالب بقتله ! و لا مصطفي محمود كان جاهر بفكره في بدايه بحثه و جيه مطرف راح تخلص منه نصره للدين !!؟ تخيل كده لو قلنا اي حد يلحد حنأذيه ؟؟ حنرهبه ؟؟ حنموته ؟! هل ده حيمنع اي حد انه يلحد ؟!! يمكن يمنع قله انهم يجاهروا باللي مقتنعين بيه .. بس كتير اوي حيفضلوا مستنين الانفجار ! ... اصل عمر الرصاص و التخويف ما غير فكره او قتل ابداع ...
صديقي العزيز , يااللي بتتعب نفسيا من لفظ "ملحد" , للاسف مفيش قدامك حل غير انك تسد ودنك .. مش حتقدر تكيف كل الكون علي مزاجك .. اقول لك , ممكن تكيف شريحه كبيره من الناس لحبه وقت قليل , او ممكن تكيف حبه ناس اقل لوقت اطول نسبيا .. بس مهما تعمل الصدام قدام قدام ! , طول ما انت معندكش حل غير صوتك العالي المزعج , طول ما انت معندكش غير اسلحتك الساذجه من تخويف و ترهيب او شتيمه و تجريح .. طول ما انت مش بتحاول تقنع او تناقش .. اعرف ان في الصراعات بين الافكار .. الفكر القوي هو اللي بيصمد .. اما الفكر الهش , الضعيف حتي لو ظهر في شكل حجري صلب هو في اساس فكر ميت في انتظار اعلان شهاده الوفاه ... !
الصوره : لاسماعيل ادهم , اقرا عنه و عن قصه انتحاره .. :
No comments:
Post a Comment