
من ساعه ما بتوع اثيبويا ما بنوا السد ... و النيل مبقاش زي الاول ... بقي عامل زي الترعه , لا ده بقي عامل زي الرشاح .. رشاح المجاري ! .. بركه كبيره من الفضلات و الحيوانات الميته ... مبقاش في حد يشرب منه او حتي يقرب ناحيته , مع ان الحكومه لسه مصممه تشرب الناس منه , بس الحنفيات مش بتنزل مايه , لا ده بتنزل طينه ! طينه بتحرق الجلد و تعمي العيون ! و عشان كده كله بيشرب ازايز , و ده طبعا للي يلاقيها و يقدر يشتريها ! الامراض بقت مميته و فيروسات جديده ظهرت في مصر , اوبئه جديده كانت بتقفل حارات و شوارع و مناطق ! الفقر بقي عنوان شعب .. و طبعا الفقرا يا بيشربوا الطينه , يا بيسرقوا المحلات , ده لو في محلات لسه شغاله مقفلتش من الكهربا اللي بتقطع اسبوع و تيجي ساعه !! و طبعا مبقاش في زراعه و لاصناعه و لا تجاره و لا اي حاجه ! و صلنا اننا كشعب بقينا عايشين مجاعه كارثيه ... !
لغايه ما جيه يوم انتفاضه الفقرا !! قنابل الجوع و الفقر و الاحتياج خلاص انفجرت في وشوش المجتمع .. القبضه الامنيه و السجون انهارت قدام وحش مجنون اسمه الفوضي ! حرب العصابات بدأت و ابتدوا يدخلوا بيوت الناس يسرقوها , و يقتلوا اللي فيها و بعد ما يخصلوا يحرقوها .. و لو فيها ستات او بنات يغتصوبهم لغايه الموت , الخوف و الرعب بقي يسيطر علي البلد ... الشوارع بقت منبع للبلطجه و العنف .. بقينا غابه .. اي حد عاوز يعمل اي حاجه يعملها .. و اسهل حاجه كانت الدم , ريحه الموت كانت بتفوح من انفاس الناس ! و رجال دين لما يعوزوا فلوس يجوا علي الفقرا بدعوي الاستقرار و لما يعوزوا يعيشوا و ينجوا بحياتهم يجيوا ناحيه الفقرا بدعوي احتايج الفقير ! ... رجال الدوله و مسؤولين الحكومه في موال تاني , علي الورق البلد تحت حكمهم , بس الحقيقه ان الشارع تحت حكم البلطجيه .. هما عندهم مناطقهم اللي محدش يقدر يقرب جمبها .. بحراسهم .. بسلاحهم ...سابين الشعب بياكل في بعضه , مدام هما و عياليهم و مصالحهم في امان ! .. اه ممكن كل شهر و لا حاجه يبقضوا لهم علي كام عيل من البلطجيه ديه ويعدموهم في ميدان التحرير عشان بس يقولوا انهم موجودين , ما اصل كمان قنوات الحكومه بتقول ان البلطجيه دول مدفوع لهم عشان يشوهوا البلد ! و ان الحكومه مسيطره ! و هما في الحقيقه و لا مسيطرين و لازفت !! .. اه , نسيت اقولكوا ميدان التحرير بقي اكبر ساحه اعدام في مصر ... كل جمعه في اول شهر الداخليه بتقبض علي كام واحد و تروح تعدمهم علني .. و بيكون زي كرنفال دموي حاشد .. اب الاسره بيجي مع ولاده و مراته عشان يستمتعوا بمشهد الاعدام ! الاب يرفع ابنه علي كتفه عشان يشوفهم و هما بيعدموا المجرم !! وسط تصفيق حاد و فرحه من الجماهير ... و لو الطفل عيط الاب يضربه عشان ينشف و يبقي راجل ! اصل الانتقام بقي مخلوط بارواحنا و افكارنا .. و مهما اوصف لك لا يمكن حقدر اوصف لك علي الانحطاط اللي احنا فيه ! احنا اتنازلنا عن كل ما هو انساني فينا عشان بس نقدر نعيش ! , العطف بقي غباء و الرحمه بقت انتحار !.. و اللي مش بيقدر يتعاش بيموت علطول .. يا هما يموتوه , يا هو ينتحر من الكأبه و اليأس اللي حواليه ! لا يمكن انسي مشهد .. كنت ماشي في الشارع .. عصابه دخلت بيت واحد مستواه بسيط .. بعد ما قتلوه .. خرجوا بنته في الشارع .. و فضلوا يضربوا فيها و هي تنزف من كل حته .. لغايه ما جت ست كبيره ناحيتها كنت متخيل انها حتحميها ... بس فجأه لاقيها شدتها من شعرها و قعلتها كل هدومها ! .. و البنت فضلت تجري عاوزه تسخبي في اي حته و تمسح بجسمها اللي مليان دم تراب الارض .. بس الست راحت مطلعه سكينه و فضلت تضرب في البنت .. تخرم في جسمها و تنثر فيه و كل ما يزيد صراخ البنت , تزيد ضربه عنف و قسوه !!! لا يمكن تكون ديه ست كبيره ! لا يمكن تكون ديه انسانه اصلا !! وسط تهليل و ترحيب من كل الناس !! و بعد ما قتلتها .... زغرطت !! ... عرفت بعد كده ان البنت اللي عملوا فيها كده , ديه بنت لامين شرطه , قتل ابن الست ديه في القسم من كتر التعذيب !!
فعلا احنا اتحولنا .. اتحولنا لمخلوقات غريبه , مخلوقات مشوهه نفسيا و عقليا ..... الوضع هنا محتاج معجزه بكل المقايس عشان يتصلح .. اصل القلب اللي عرف الكم ده من الدم و الانتقام , القلب اللي عاش الرعب و الخوف , القلب اللي اتقتل فيه قيمه الانسان بالشكل ده ! , .. صعب جدا يعرف يعيش طبيعي تاني ! .. اتمني اي حد يقرا الرساله ديه يعرف ان هنا في مصر 2050 .. الوضع لا يصلح للحياه الانسانيه ... المجاعه هنا بقت مش مجرد مجاعه اكل و شرب .. المجاعه هنا بقت مجاعه اخلاق و ضمير .. و كلنا بلا استثناء في مستنقع المجاعه ديه .. كلنا ضحايا و جناه .. كلنا مسؤولين ... الوضع مبقاش مجرد واحد محتاج .. الوضع بقي واحد عاوز ينتقم من اللي حواليه , من مجتمعه , من نفسه , ... الوضع بقي انهيار تام لكل مفاهيم الحياه !
No comments:
Post a Comment