
من و هو صغير , و الشباك بالنسبه له علامه استفهام ... مجرد انه يقرب منه أو حتي يفكر يفتحه ! كان بالنسبه له وهم و أحلام .. من زمان , و هما بيقالوا له ان ده مش وقته و ان خطر تفتحه في ساعه غير ساعته ,,, انتا مش قد الدبان , الحر , التراب , مش قد كل الحاجات الشريره اللي واقفه مستنياك ورا الشباك ... , ركز دلؤتي في اللي أهم من الشباك , و متقلقش , لما يجي الوقت المناسب ابقي افتحه براحتك , بس لغايه ما يجي الوقت ده .. فكره قفل الشباك هي اللي حمياك ! .. مرت الايام و راحوا هما , و هو اللي فضل موجود , عايش في شقه طويله عريضه , بالرغم من كُبرها و وسعها إلا انه حاسس انها ضيقه و خنقاه , لا دخلها هوا نقي من فتره و اشعه شمس كأنها نسياه .. و من كتر ما قعد فيها بقي مش عارف هو اللي جواها و لا هي اللي جواه .... كل دقيقه من عمره بتعدي كانت بتزرع في قلبه خوف أكتر تجاه الشباك , بتربي في عقله رعب و رهبه فوق اي احتمال ,,, لدرجه ان الشباك اللي بقي مجرد عفاره علي الخشب و شنكل حديده مصدي من قله الاستعمال .. بقي بمثابه الوحش المفترس اللي ممكن يدمره حياته أو علي الاقل يعمله اختلال ..
و في يوم من الايام خبط الباب ,, .. بس مين حيزوره و هو ميعرفش حد , و لا حد يعرفه ... فضل يخبط أكتر و أكتر , تخبيط من غير اي حساب , لغايه ما اخيرا فتح ... فدخلت و الضحكه علي وشها بتلون حيطان الشقه .. ترقص , تغني ,, تعزف ألحان الدلع و الرقه ... تبص علي عنيه المستغربه .. تسمع دقات قلبه الخايفه ... , تقرب منه زي ما تكون لتمثال شايفه : "هو انتا ليه يا جدع انتا عايش لوحدك ؟! " .. ميردش .. "هو انتا أطرش مش بتسمع ؟؟ " ... برضه ميردش ... "و ايه الضلمه و البرد اللي انتا عايش فيهم ده .. طب افتح الشباك شويه " .. يفتح الشباك !! لا إلا الشباك !! .. هي متعرفش لو الشباك أتفتح ايه اللي ممكن يحصل .. ده خطر ! ده مرعب ! ده ممكن يموتنا كلنا و ساعتها كلنا حنزعل !!! و بسرعه يوقف قدامها زي لوح الجليد , يزعق و يصرخ و يترجاها ترجع لبعيد .. يمسك ايدها بالعافيه و بصوت عنيد : " أبعدي .. أخرجي .. أطلعي برا شقتي ... لو سمحتي سيبي الشباك و سيبني لوحدي !! أتفضلي برا .. مكانك مش عندي ! " ... فجاه توقف الموسيقي و تختفي الألوان .. تأخد ذكريتها و يبتدي النسيان ... دمعوها أغلي و أجمل من انها تسيل لاجل واحد جبان ... حيعيش طول عمره عبد , أسير , محبوس جوا زنزانه الكتمان .. يهرب من مصيره , و مصيره هاجره من زمان ... بيصارع , بيجاهد , بيقاوم ... بيدوس علي كل حاجه عشان شُباكه ميتفتحش , بس اللي ميعرفوش , ان اللي بيتقفل جواه كان الأنسان ...
No comments:
Post a Comment