
(( القصه عباره عن حوارات "تخُيُليه" لاخر 12 ساعه في حياه الشهيد انس محي الدين ... ))
- يوم 1 فبراير , الساعه خامسه و نص الصبح في بيت الشهيد
والده الشهيد انس : يعني برضه مصمم تحضر المباره هناك ؟! يا ابني ما تحضرها هنا معانا و خلاص ,
الشهيد انس : يا ست الكل , اطمني ده هو يوم رايح جاي , نروح نعلم علي النادي المصري و نرجع تاني , بس ادعي لنا انتي يا ست الكل نكسبهم بتاع خمسه سته كده
والده الشهيد : بدعي لكوا يا ابني .. تروحوا و ترجعو بالسلامه .. اه يا انس قبل ما تمشي .. اوعي تقفل تليفونك يا حبيبي .. و ابقي طمني عليك اول باول يا ابني , و بلاش مشاكل الله يبارك لك
الشهيد انس : حاضر يا ماما , حاجه تاني ؟!
والده الشهيد : اه .. معاك فلوس كفايه ؟!
الشهيد : اه يا ماما , معايا بزياده كمان .. خلاص بقي , و يلا سلام عشان الحق باقي الناس
والده الشهيد : طب هات حضن
الشهيد : ياااه يا ماما , وقته ده !
والده الشهيد : ايه يا ولد ! اه وقته ,و و ستين وقته , اوعي تكون فاكر اني عشان سايبك تروح و تسافر , حتكبر علي ماما , و مش اني نش حعرف ابوسك و احضنك ! ده حتي و انت مع عروستك حبوسك و احضنك كمان و تبقي بسلمتها تعترض , .. اشوفك يا انس يا ابني احلي عريس في الدنيا و معاك احلي ولاد زيك كده يا رب ..
- الساعه 6 الصبح في محطه القطار
الشهيد انس : هو فين باقي الناس يا رجاله ؟؟
صديقه من الاولتراس : في اللي حيجبي باتوبيسات و في اللي حيركب القطر اللي بعده , بس احنا حنركب دلؤتي عشان نلحق نوصل بدري , غير احنا مش حننزل بورسعيد , احنا حننزل "الكاب " قبل بورسعيد باربع محطات كده و بعدها نركب اي حاجه للاستاد علطول
الشهيد انس : طب و ليه يا جدعان الشحططه ديه ؟
صديقه : اصل البورسعيديه متجمعين في المحطه الرئيسيه و بيتلككوا عشان يعملوا مشاكل و خلاص .. في ناس راحت امبارح اترمي علي القطر بتعها طوب و اتخنقوا مع الناس هناك
الشهيد انس : طب و الامن ؟
صديقه : امن ايه , صلي علي النبي ؟! ده امبارح و هما بيتضربوا كانوا الظوباط واقفين بيتفرجوا ..
صديق اخر : يلا يا جدعان بسرعه , عشان القطر وصل
- الساعه 8 الصبح في القطار
الشهيد انس : حنكسبهم خمسه صفر يا احمد و حتشوف
الشهيد احمد فوزي : يا ابني ايه الارقام الخياليه اللي بتقولها ديه ,
الشهيد انس : طب حتشوف , لو كسبناهم فوق الخمسه حتعزمني علي اكله سمك من بورسعيد , خلاص ؟!
فجأه موبيل الشهيد احمد فوزي يرن , يرد
الشهيد احمد : تمام ... خلاص .. لا تمام .. احنا عددنا مش قد كده , بس لسه في ناس جايه في اتوبيسات تاني .. بجد .. عاملين اضراب بتوع الاتوبيسات .. طب علي العموم احنا كلنا حنتقابل علطول قدام الاستاد و ندخل مع بعض .. طب ربنا يستر .. سلام
الشيهد انس : فيه ايه يا احمد ؟؟
الشهيد احمد : مفيش يا انس , بس الجو في بورسعيد مش تمام , احنا حننزل علطول علي الاتوبيسات مش عاوزين مشاكل مع حد , نطلع علطول علي الاستاد بدري بدري
الشهيد انس : و ايه حوار الاتوبيسات اللي عامله اضراب ديه ؟؟
الشهيد احمد : ديه اتوبيسات القاهره بورسعيد يا سيدي عاملين اضراب , فالباقي حيجي بالقطر علطول الساعه اربعه في بورسعيد
- الساعه 4 في الاتوبيس المتجه للاستاد
الشهيد انس : هو الاتوبيس واقف ليه ؟؟
الشهيد احمد فوزي : اصل الامن موقف اتوبيسنا عقبال ما يجي بسلمته اتوبيس البورسعيديه
الشهيد انس : ليه يعني , حناخد اماكنهم مثلا هههه
الشهيد احمد : مش عارف اهو رخامه و خلاص , تلاقيهم بيجاملوا اهل بورسعيد , خايفين يضربوهم ههه ,وممكن يكون تأمين لينا زي ما بيقولوا , اصل اترمي طوب علي اتوبيس اللعيبه و اتصاب سيد معوض , فالواضح الجو فعلا في قلق
- يوم 1 فبراير بعد الجون الاول للاهلي
الشهيد انس : ايوه بقي مش قلت لك , خمسه , صفر , ايوه كده يا جونيور يا ابني ,
الشهيد احمد فوزي : انا مش مستريح يا انس , المره ديه مش زي كل مره
الشهيد انس : في ايه يا عم احمد , ما اي ماتش ترحال بيكون كده
الشهيد احمد فوزي : انت عارف احمد عتمان بتاع جروب جرين ايجلز ؟
الشهيد انس : اه عارفه , مش ده بتاع اغنيه " لو جاي بورسعيد أكتب لأمك وصية " ؟؟ اهو بعد الماتش ده النادي المصري كله هو اللي حيكتب لامه وصيه ههه
الشهيد احمد فوزي : لسه مقابل واحد صاحبي بيقولي امبارح احمد عتمان ده قال للجروب بتاعه , الاهلاويه لازم يتضربوا انهارده , و قالي انهم مش بيهرجوا في الشعارات اللي بيقولوها
الشهيد انس : يا عم اللي عنده حاجه يعملها , في ايه يا احمد , من امتي و احنا بنقلق
الشهيد احمد فوزي : يا ابني مش قلق , بس انت متسبنيش لو سمحت لغايه ما نركب و نرجع القاهره
- يوم 1 فبراير.. مع صفاره الحكم بنهايه المباره .. فجأه انطفئت الانوار ... حاله من هلع تملكت المكان , الجمهور يكاد يشبه سيل مايه الشلالات من علي اعلي المنحدر , يركضون و يتهرولون في كل ارجاء الملعب , فيجد انس نفسه خارج المدرجات متفرقا عن احمد ...
الشهيد انس : ايه ده ؟! هو ايه اللي بيحصل يا كابتن ؟
احد اعضاء اولتراس اهلاوي : البورسعيدايه نزلوا الملعب و بيضربوا اي حد في وشهم و صفين الكردون الامني اللي كانوا قدام مدرجاتنا اتفتحوا مرة واحدة عشان يطلعوهم علينا
الشهيد انس : و ايه الاعداد ديه , دخلوا امتي كل دول !؟!
احد اعضاء الاولتراس : اصلهم فتحوا لهم البوابات بتاعت المدرج اللي من تحت و دخلوا باسلحه بيضه و شوم و اعداد مش اقل من 2000 ل 3000 ,, ارمي اي حاجه حمرا في ايدك عشان هما بيضربوا اي حد يجي في وشهم
الشهيد انس :لا كله الا العلم ده , انا ممكن انزله و احنا بنجري بس مستحيل ارميه , طب بقولك هما فاتحين البوابات ؟؟
احد اعضاء الاولتراس : مش عارف تعالي نروح الممرات و نشوف ..
الممرات كانت اشبه بعلبه التونه محكمه الغلق , طبقات من الشباب تتوالي بعضها .. ظلام حالك و صراخ في جميع اركان المكان , صوت الخوف و الرعب كان يتتضخم اكثر كلما تعمقت في الممر , البوبات مغقله من الخارج ! او بمعني اصح ملحومه حديثا لتحبس من وراء البوابه , فيصبح طريق الخروج المسدود و طريق الرجوع انتحار , كانت مجزره بمعني كلمه لكل من يحمل في يده اي شاره حمراء .. سرقه و نهب , ضرب و كسر لم يكن مجرد انتقام رياضي بل ثأر وحشي , ضرب ليس لمجرد الاصابه او التجريح و لكن للتدمير و القتل ... مرت عشرون دقيقه اشبه بعشرون سنه , الامن واقف بلا حراك يشاهد مسلسل الجحيم بدم بارد و لما تتدخل كان يقبض علي الجاني و المجني عليه ! ... شباب تسقط من فوق و شباب يُسحل بجثمانها حشائش الملعب .. فترتوي بدمائهم الغاليه ارض الملعب المصري !! و اخيرا سقط باب الممر الخارجي بتدافع الناس ومرت الحشود بشكل همجي كارثي تدهس في بعضها البعض , مشهد اشبه بمشاهد نهايه العالم في فيلم عنوانه الصراع علي الحياه ! عاش من عاش و استشهد من استشهد و كان بين الشهداء ابن الخمسه عشر عام , الشهيد انس محي الدين ... فمات من لم يستحق الموت ليعيش من لا يستحق الحياه ,
No comments:
Post a Comment