يارب إن عظمت ذنـــوبـــــــــي .. فلقد علمت بأن عفوك أعظـــم
إن كان لا يرجوك إلا محســـن .. فبمن يلوذ و يستجير المجـرم ؟
أدعوك رب كما أمرت تضرعا .. فإذا رددت يدي فمن ذا يرحم ؟
اللي انت تعرفه عن الكلام اللي مكتوب فوق انه كلمات ابتهال "كثرت ذنوبي " للشيخ النقشبندي , بس يمكن اللي انت متعرفوش ان كلمات الابتهال اللي كاتبها هو شاعر المجون الاشهر في تاريخ الشعر العربي , الشاعر " ابو نواس " ! المعروف عنه انحرافه الاخلاقي و السلوكي ! بس في القصيده ديه بتتبلور روحانيه ابو انوس , كلامته في الدعاء ده بتجسد معني الرجاء الحقيقي , ابو نواس كتب الدعاء ده و هو علي سرير الموت بيودع الحياه يطلب فيها المغفره متعلق برحمه الله ...
"ففي الصلاة، من الأفضل أن يكون لديك قلب بلا كلمات عوضاً عن كلمات بلا قلب "
اقوال غاندي
من و احنا صغريين و احنا متربين علي عظمه الاديان ,هيبه الطقس و قدسيه الكتب الدينيه ... لدرجه ان اهتمامنا بالدين النظري ساعات بيوصل لحد الهوس .. هوس في ادق تفاصيل حياتنا .. هوس من مجهول اسمه الغلط او الحرام احنا اللي بنخلقه لنفسنا !! كل خطوه عاوزين فيها فتوي او اذن , فهم مشوه بنتخيل انه هو الصواب المطلق .. اجتهادات شخصيه بنعملها صنم مينفعش حتي نفكر في اصلها , بنعبد اللامنطق باسم الله , بنلغي عقولنا متخلين ان ده تعبد !! بنحفظ , بنقلد , بنتصنع الفضيله .. بننسي احنا بنصلي ليه ؟! بس اهو لازم نصلي ... بنصوم ليه ؟! بس اهو لازم نصوم .. لازم نعمل اي حاجه لمجرد ان لازم نعملها , و بتختفي الروح عشان يظهر الحرف !
" الذي جعلنا كفاة لأن نكون خدام عهد جديد لا الحرف بل الروح لان الحرف يقتل ولكن الروح يحيي "
رساله بولس الرسول لاهل كرونثوس , الرساله 3
مش كل انسان روحاني لازم يكون متدين و لا لازم كل متدين يكون انسان روحاني و مفيش اي مانع الانسان يكون متدين و روحاني في نفس الوقت , انما لازم نفرق بين المصطلحين , الانسان الروحاني مش شاطر زي الانسان المتدين في حفظ الكتب , مش شاطر زي الانسان المتدين في الصلاه و الصوم , مش شاطر زي الانسان المتدين في التاريخ و الحفظ .. ده مش شاطر بالمره ! اصله مش داخل امتحان .. الانسان الروحاني في كل مره بيصلي مش بيكون بيردد مجرد عبارات مطلوب منه يرددها و خلاص انما بتكون كلمات نابعه من قلبه بيوجهها لجوهر الرحمه و العدل و المحبه , رسايل يقولها لله ..! الله اللي بيشوفه طول اليوم , في ابتسامه طفل صغير موجود في حضن امه , في فرحه ست عجوزه بتعطف علي قطه , في رضا موظف غلبان , في تعزيه مريض , بيشوف الله في اي علاقه حب ! .. زي ما قال العظيم جلال الدين الرومي "فلا تخافوا الله، بل أحبّوه" , الانسان الروحاني دايما علاقته مع الله مش قايمه علي خوف انما عشق , مش قايمه علي اجبار انما حريه , مش قايمه علي وهم نظري انما تجربه حياتيه !!
وسط زحمه الدنيا و مشاغل الحياه , الانسان دايما بيكون عنده جوع للروح , تعطش للوجود الحقيقي , احتياج لله ! بنصبر نفسنا باغنيه رومانسيه , كتاب ياخدنا عالم تاني .. بنتمسك بحاجات بنتخيل انها ممكن تشبع روحنا و تدواي الم الماده و الواقع , زي المخدرات اللي بتسكن الوجع و لما مفعولها يخلص يرجع الالم اشد من الاول ! , عاوزين نطلع برا الزمن , برا المكان , برا العقل , بس الانسان بطبعه محدود ! الانسان الروحاني هو اللي بيتخطي حاجز ما ورا الأيه , يسرح في معني ما ورا الحرف , بيلاقي نفسه في افق اوسع من مجرد دار عباده , كيان اشمل من مجرد مجموعه من ذات الدين الواحد او الفكر الواحد , بيسيب السطح و يتعمق في الجوهر , بيعلو عن القاع و يتعلق بالسمو , بيثور علي مصطلحات ميته ... بيفرح .. بيتفائل .. بيرجو .. بينبض في كلامه , في افعاله في سلوكه لكل اشكال الحياه .. يتصالح مع اللي حواليه , بيتصالح مع الانسانيه كلها ... و الاهم انه بيقدر يتصالح مع نفسه ..!
في النهايه , الموضوع اشبه بمجموعه بشر لقوا نفسهم في مكان بعيد تماما عن المكان اللي هما في الاساس عاوزين يوصلوا له , فقرروا انهم لازم ياخدوا اي وسيله موصلات عشان يروحوا لهدفهم الاصلي .. ففضلوا يركزوا و يدققوا في وسيله الموصلات اللي حيركبوها , اتوبيس و لا تاكسي , طب لون الاتوبيس , رقمه , مين سايقه و الخ .. و طبعا شيئ مهم جدا انهم يختاروا الوسيله الانسب ليهم , بس للاسف في ناس بتضيع عمرها في البحث عن الوسيله , و ناس بتضيع عمرها عند مجرد الوصول للوسيله , و ناس بتضيع عمرها في الوسيله !! ,, و قليل اوي هو اللي بيدرك انها في الاخر مش اكتر من مجرد وسيله ... قليل اوي بيركز مع الهدف الاصلي قليل اوي اللي بيصمم يوصل ... , فمهما كانت وسيلتك , او حتي لو مش عاوز تركب اي وسيله , انت حر , المهم ركز في الهدف عشان تعرف توصل ...
No comments:
Post a Comment