هل تؤمن بالله؟

0


" .. الإيمان الموروث هو إيمان مستعار .. " للكاتب إبراهم الكوني 

سنة 1959 , في حوار مع عالم النفس الشهير كارل يونج , سأله المذيع John Freeman : "هل تؤمن بالله ؟! " .. فسكت يونج شوية و بعد كده رد : " أنا لا أؤمن , أنا أعرف ! فلا حاجة لي بعد أن أؤمن .. فإني أعرف ان هناك قوة أقوي مني يسمونها الأخرين بالله .. أما عن الإيمان , فإذا سمحت لنفسي ان أؤمن بشيء من اجل الايمان به .. فلا استطيع الايمان به.. " 
خلينا نتكلم عن أسرة مكونة من أب و أم و أبنهم اللي لسه عنده سنة .. الأسرة ديه بتمر بظروف مادية صعبة جدا فبيضطر الأب يسافر لمكان بعيد عشان يجيب فلوس ,, لكن بعد مرور 10 سنين , ففي يوم من الأيام , بيسأل الأبن والدته و بيقولها " تعتقدي فعلا ان بابا حيقدر يجيب فلوس ؟؟ " فبترد الأم " أنا واثقة ان باباك يقدر ! " فلما يسألها عن سبب ثقتها ؟ حترد أن تجربتها مع والده و معرفتها الحقيقة بيه , مكنتها أنها تقدر تصل لمستوي عالي جدا من الثقة فيه ,, ... أما لو كان الأم سألت الأبن "تتخيل ان بابا حيقدر يجيب الفلوس " , كان حيرد برضة بنفس النبرة القويه " أنا واثق ان بابا يقدر ! " , بس هنا ثقته مش مبنية علي معرفة زي والدته , إنما مبنية علي إيمان بقدرات أبوه , فهو معندوش رصيد تجارب كافي مع الأب يخلية يجزم بمعرفة قدراته بصدق , لكن بالرغم من كده هو مش بيكدب لما بيقول أنه حاسس من جواه ان باباه حيقدر ..
من و أحنا صغيرين بنتربي علي فكرة الإيمان بالله , كمجرد لفظ لازم كلنا نبقي عارفينه .. فبنتملي مفاهيم عن الله الخالق , الغير محدود , الرحيم , المحبة , كلي الخير , و كل الحاجات اللي فيها قوة و عظمة .. لكن التفكير برا المفاهيم ديه بيشكل خطورة علي ايمانا و عقيدتنا .. ده ساعات لو حسينا ان ممكن التعمُق في معرفة الله تسبب لنا قلق او توتر في إيماننا ده , نختار الجهل و التعتيم علي البحث و التفكير !!! فمش مشكلة لما بنتحول لألات بغبغائيه ناطقة بالإيمان السطحي ده ,, بس المهم لما تتسئل عن إيمانك ؟! ترد : اه طبعا مؤمن ! .. بس هل فكرت تعرف ربنا ؟! هل جربت تختبره ؟! جربت تتواصل معاه ؟!! 

في مقالة بعنوان Believing in God vs. Knowing God (ما بين معرفة الله و الإيمان به ) بتشرح الكاتبة Margaret Paul , أن ساعات الإيمان الغير مُختبر بالله بيكون زي عائق لإي معرفة حقيقة بالله !! فعلي قد ما الإيمان مريح و سهل الوصول إليه علي عكس المعرفة اللي محتاجة مجهود و تفكير , إلا إنه ساعات بيشل علاقتنا مع الله , أما محاولة معرفته بتجدد وجوده في حياتنا , فبتحرك ماية الإيمان الراكدة في قلب الإنسان و تحولها لجمر لهيب نابض بالحياة ,, فالعبقري نصر حامد أبو زيد كان بيقول : 
" .. لدينا مشكلة هي أننا باستمرار خائفون على الإيمان ، كأن ما لدينا هو إيمان معلول يحتاج إلى حماية . مع إن الإيمان لا يحتاج إلى حماية .. لأنه الاقتناع .. " 
فالهدف مش التقليل من قوة أو أهميه الإيمان , إنما الإعلاء من فكرة التفكير و المعرفة ,.. فلو كنت متخيل إن الإيمان بالله هو المحطة الإخيرة .. فجرب معرفة الله فهي دية الرحلة نفسها ..

No comments:

Post a Comment

Powered by Blogger.

About

Popular Posts

جميع الحقوق محفوظه © كيرلس بهجت

تصميم الورشه