
لوحه Come foglie morte و معنها بالعربي (زي ورق الشجر الميت )
للفنان الايطالي الحديث Roberto Ferri و اترسمت سنه 2012
اللوحه عباره عن انسان واقع علي الارض .. بيتدي يتلاشي تدريجيا و تختفي اجزاء من جسمه بمجرد سقوطه ... و اللي ممكن يكون متماشي مع اسم اللوحه اللي بيعبر عن حاله الخريف اللي بيمر بيها اي انسان فشل او مر بتجربه مؤلمه كانت كفيله انها تجيبه ارض في سكه الحياه ....
في تماثل مشهور اوي في احد متاحف روما .. اسمه " الغلاطي الميت " Dying Gaul .. نسبه لاهل غلاطيه اللي كان معروف عنهم الشده و الصلابه ... و ديه معلومات عنه و صور ليه :
اللي يركز في تمثال "الغلاطي الميت " , و اللي بالمناسبه في ناس بتسميه "الغلاطي المجروح " , حيدرك ان الفنان Roberto Ferri استمد لوحته من شكل التمثال ده ... و عبر من خلالها فكره سقوط الانسان المقاتل سواء كان مجروح او ميت ....
من المعلومات اللي مشهوره عن المحاربين الغلاطيين انهم كانوا بيحاربوه عراه , لايمانهم ان جسمهم و دراعتهم هو حمايتهم الوحيده , لا كانوا بيلبسوا دروع واقيه او ملابس تقيله تعيق حراكاتهم او حريتهم .. كانوا معروفين بشراستهم في القاتل و تصميمهم علي الانتصار .. و قدارتهم المدهشه علي التعامل مع جروحهم و اوجعاهم في سبيل استكمالهم للمعركه ....
اول ما تشوف لوحه الفنان العبقري Roberto Ferri .. اول حاجه تتبادر في ذهنك جمله المبدع جبران خليل جبران , و هو بيقول :
"مازلت اؤمن ...
أن الانسان لا يموت دفعة واحدة
وإنما يموت بطريقة الأجزاء
كلما رحل صديق ... مات جزء
وكلما غادرنا حبيب ... مات جزء
وكلما قٌتل حلم من احلامنا ... مات جزء
فيأتي الموت الاكبر ليجد كل الاجزاء ميتة
فيحملها ويرحل”
الانسان الساقط اللي في اللوحه , بيطبق قول جبران بالظبط ... اجزاء ميته , و اجزاء موجوده ... هو مش مجرد وقع علي الارض و مات و انتهي .. لا ده رجله بتضمحل , تفاصيل وشه بتتلاشي , امعاءه و اعضاءه الداخليه بتختفي , بقايا انسان موجوده لسه بتعافر ... و الفنان راسم الرأس صاحبه الكتله الاكبر من الذوبان في اللوحه .. ملامح تكاد تكون مش موجوده و مش قادر تتعرف او تحدد هويه الشخص ,,, في الفن عموما , و خصوصا في فن المعارك , ملامح المقاتل كل ما تكون بارزه و واضحه , كل ما ده يضفي نوع من انواع التمجيد او الكرامه للشخصيه ديه ... اما هنا اول حاجه وقعت مع الانسان كانت كرامته , حلمه , ارداته , نظرته لنفسه و ثقته في امكانياته و قدراته ... و هو ده الموت اللي لمح له جبران .. الموت النفسي او موت الانسان الداخلي لذاته ! انتا بتاكل و بتشرب , بتضحك و بتحزن , بتمشي و بتقوم , بتقعد و بتنام , بتلعب و بتجري , بتسمع موسيقي , بتتخانق , بتشتم , بتتكلم , بتصرخ , بتتعامل مع ناس عايشين و هو بتيعملوا معاك انك عايش .. ! بس وسط كل ده , جواك في حاجه انت مش عارف ايه هي , مش عارف هي فين و لا جت جواك ازاي ؟ مش عارف تتعامل معاها او تخليها تتعامل معاك .. كل معرفتك عنها انها عماله بتموت ! كل قرار غلط بيقتل فيها , كل اختيار غبي بيقتل فيها , كل تجربه فشله او يأسه بتقتل فيها , كل حركه مش محسوبه صح او معروف ابعادها بتقتل فيها و تدبح فيها ! , و انت مش عارف تعمل ايه .... كل اللي بتعمله ان بعد كل ضربه او موته , انت ازاي صاحبنا اللي في اللوحه بتحاول تقوم ! عارف اكتر حاجه واضحه و تفاصيلها باينه في اللوحه هي ايه ؟! .. هي دراعات الانسان .. وضعها الشبه الثابت ده , يخليك تحس انه مش عجبه الوضع و بيناصل عشان يقوم تاني ... مع كل الاجزاء الكتير اللي مش موجوده , هو لسه مستسلمتش .. هو لسه مصمم , مؤمن , مدرك انه مقاتل ... يمكن يقوم بجروح , يقوم بعاهات , يمكن يقوم بملامح مش موجوده , برجلين ضعيفه , باجزاء مشوه و ميته ملهاش علاج , يمكن يقوم فعلا بقايا انسان ! بس مع ادراكه لكل ده هو مصمم يقوم ...
و حيقوم ..
“نموت,
نموت مرة,كلما أبحر وجه احببناه .. بلا عودة ..
نموت مرة ,
كلما وعينا ضعفنا البشري أمام ارتحال سيكون ذات يوم ارتحالنا ..
نموت مرة ,
كلما شاهدنا حقيقة وجودنا داخل مرآة غياب إنسان كان من بعضنا ..
نموت أكثر من مرة , بأكثر من أسلوب خلال رحلة السباق الغبي تلك ...”
من كتاب ختم الذاكرة بالشمع الأحمر , للاديبه و المفكره غاده للسمان ...
الفنان Roberto Ferri له لوحات اجمد من ديه بكتير , بس للاسف اغلبها +18 , لو عاوز تشوف حاجات ليه اكتر ده موقعه الرسمي .. اتفضل :
No comments:
Post a Comment